كتاب "محنة الهوية المصرية"
محنة
الهوية المصرية
الدكتور
كمال فريد اسحق
بيانات
الكتاب
اسم الكتاب :
محنة الهوية المصرية
المؤلف :
الدكتور كمال فريد اسحق
عنوان المؤلف : 9شارع
عبد الحميد أبوهيف مصر الجديدة
تليفون المؤلف :
6356920 - و 2919082 - و 0124016169
الطبعة الثانية: مارس
2003(
مع إضافة من كتاب "مكتبة الإسكندرية :لم نحرق المكتبة "إيداع 3159/2003).
الطبعة الأولى :
أغسطس 2001
( عن محاضرات فى سبتمبر 1999)
المطبعة :
مودرن سنتر ت 6378165
13 زكريا غنيم - مساكن حلمية الزيتون -
القاهرة
الناشر :
المؤلف
رقم الايداع :
11974/2001 الترقيم
الدولى:-
I.S.B.N : 977- 17- 0305- 6
بعض المراجع
د. سيدة اسماعيل كاشف: مصر تحت حكم
الولاة - مكتبة النهضة المصرية ، 9 ش عدلى / القاهرة
د. أحمد مختار عمر " تاريخ اللغة
العربية فى مصر"،الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر،القاهرة 1970
د.عبد الله خورشيد البرى :القبائل
العربية فى مصر:دار الكاتب العربى للطباعة والنشر، القاهرة 1967
عبد الرحمن الشرقاوى : الفاروق عمر بن
الخطاب الطبعة الأولى 1987 مركز الأهرام للترجمة والنشر - شارع الجلاء ، القاهرة
عبد الرحمن الشرقاوى :عمر بن عبد العزيز
:خامس الخلفاء الراشدين ، مقالات بجريدة الأهرام المصرية 1985 ، ثم فى كتاب :
(مكتبة غريب 1، 3 شارع كامل صدقى ،
الفجالة مصر)
عبد الرحمن الشرقاوى :على إمام
المتقين :، مقالات بجريدة الأهرام المصرية
1983- 1984- ثم فى كتاب.
إيريس حبيب المصرى :قصة الكنيسة القبطية
- الجزء الثانى - الطبعة الرابعة 1983 - مكتبة كنيسة مار جرجس ، سبورتنج ،
الاسكندرية
د. كمال فريد اسحق : تاريخ اللغة
القبطية الطبعة الثانية يونيو 1998
القس شنودة ماهر اسحق ( سابقا الشماس
الدكتور إميل ماهر إسحق ): تاريخ اللغة القبطية والتحدث بها - طبعة أولى - 1998-
القاهرة
د. مصطفى طه بدر : مصر الاسلامية ،
الطبعة الثانية 1959 ، مكتبة النهضة المصرية، 9ش عدلى باشا ، القاهرة
د. ممدوح عبد الرحمن الريطى :القبائل
العربية فى صعيد مصر ، مكتبة مدبولى - 6 ميدان طلعت حرب القاهرة
سناء المصرى : هوامش الفتح العربى لمصر
:حكايات الدخول - سينا للنشر 18 ش ضريح سعد - الطبعة الأولى1996 - القاهرة
(مقتطفات من )المقريزى : القول الابريزى
للعلامة المقريزى - مطبعة الآداب الحديثة بشارع قصر اللؤلؤة بالفجالة
ابن عبد الحكم : فتوح مصر وأخبارها طبعة
1974 مؤسسة دار التعاون للطباعة والنشر - القاهرة
إلياس الأيوبى: تاريخ مصر الاسلامية:جزء
1 :مطبعة الرغايب- القاهرة
ستانلى لين بول :تاريخ مصر فى العصور
الوسطى
Stanley Lane Poole, A History of
Egypt in the Middle Ages,Methuen, 36 Essex street, London
ألفريد بتلر: Alfred Butler,Arab Conquest
of Egypt
Second Edition 1978
بوتشر: Mrs.Butcher,The Story of the Church of
Egypt
E.L. Butcher, 1897 Smith Elder,
الفاتح
والمفتوح
بصفتى من الشعب المفتوح أعلن أنى لن
أقبل أبدا هوية الشعب الفاتح ، وأنت أيها القارئ من أى شعب أنت ، إن كنت مثلى من
الشعب المفتوح فعار عليك أن تعتز بهوية من فتحك ، وأباد أجدادك وأذلهم ، وهتك
أعراضهم ، وإن كنت من نسل الغزاة فعليك أن تتمصر وتعتز بهوية البلد الذى تعيش على
خبزه ، وتقيم على أرضه ، وعليك أن تشعر بالأسف لما فعله أجدادك ، أو عد الى بلدك
فهو أولى بك ، إن قبلك !
+++
من
الأتعس ؟
ليت شعرى من الأتعس ؟ ومن أولى به أن
يكره الغزاة الذين اضطهدوا المصريين ؟ ذلك المصرى الذى احتمل الاضطهاد واحتفظ
بهويته وعقيدته؟ فكسب نفسه رغم المعاناة؟ أم ذاك الذى لم يحتمل الاضطهاد أو آثر
السلامة وفقد هويته وعقيدته ؟
قد ربح الإنسان، إن فقد العالم كله وربح نفسه.
مهما خسرت يكفينى أنى لا زلت محتفظا بهويتى
ودينى.
لماذا
هذا الكتاب ؟
---
الإصرار على تزوير التاريخ.
والإصرار على الانتماء إلى المجرمين
الذين ذبحوا الشعب المصرى.
والإصرار على مدح المجرمين.
هو ما دفعنى إلى كتابة هذا الكتاب.
إصرارا من على إظهار الحقيقة. إصرارا من
على تثبيت الحقيقة.
إصرارا من على فضح المجرم.
اعتزازا منى بمصريتى. تمسكا منى بهويتى.
فإن كان أحد يطلب منى السكوت حفاظا على
الوحدة الوطنية...
فليكف عن الإدعاء أننا عرب.
وليكف عن مدح العرب.
وليعلن الجميع أن المصريين ليسوا عربا.
ولتدرس اللغة المصرية فى المدارس، وفى
مرحلتها الأخيرة المدعوة باللغة القبطية، لأنها المرحلة العملية للدراسة التى
تحتوى على حروف متحركة...
ولأنها مرحلة اللغة المصرية التى يعرفها
ويعتز بها الأقباط الذين هم من النسيج الواحد المسمى الشعب المصرى.
---
الأَعراب
الأعراب أشد كفرا ونفاقاً.( قرآن كريم )
والأعراب هم البدو وذلك لجفائهم وقسوة
قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير والصلاح وبعدهم عن معرفة كتاب الله وسنة رسوله.
(جريدة النور الاسلامية فى 2 ابريل 86)
هكذا كان حالهم مع العرب والمسلمين فكيف
يكون الحال مع الشعوب المفتوحة؟
+++
الأعراب
الأعراب الذين يعيشون على السلب والنهب
وقطع الطرق وهتك الآعراض، وقد حرص الجبرتى على أن يورد فى شأنهم نص ما كتبه إليه
صديق فر إلى أسيوط فقال :-
"الملاعين الأعراب الذين هم أقبح
الأجناس وأعظم بلاء محيط بالناس ".
وهو وصف يتضح أن الجبرتى حرص على ابرازه
دائما كلما ورد ذكر لهؤلاء الأعراب.
ونتيجة لتشتت الشعب وتبدد الأمة ( إن كان ثمة شعب أو أمة )
(صفحة 152 من كتاب " مصر والحملة
الفرنسية " للمستشار محمد سعيد العشماوى - الهيئة المصرية العامة للكتاب -
سلسلة تاريخ المصريين - رقم الايداع بدار الكتب 15109/1999)
التنويه
الأول
كان الغزو العربى لمصر كارثة بكل
المعايير.
ففى لحظة دخول الغزاة كم من المآسى تحدث
، خاصة إن كان الغزاة هم العرب.
ولو كان حال المصريين قد تحسن بعد
انتصار العرب ، لقلنا أن هذه الفظائع ثمن لما تلا ذك من تحسن ،ولكن الأوضاع صارت
أسوأ تحت حكم رهيب ، وصارت مصر مسرحا للقتال لمئات السنين تلت . ومع كل قتال تعرض
الشعب لنفس الفظائع التى تحدث مع كل غزو.
---
ومصر فتحت عنوة حسب أرجح الآراء ( سيدة
اسماعيل كاشف)
---
ولو قيل أن دخول الإسلام مع الفتح
العربى يكفى لنسعد بهذا الفتح ، نرد
على هذا بأن الله قادر على نشر دينه بالموعظة الحسنة بدون فتح ، وبدون هذه الآلام
الهائلة التى حلت بالشعب العربى نتيجة للفتح العربى لمصر.
وبعض الناس سيشكك فى صحة مصادر تاريخ مصر الإسلامية رغم أنها مصادر عربية
إسلامية، ولهؤلاء أقول: لو ألغينا اعتمدنا على هذه المصادر، هل نلغى أيضا اعتمادنا
على استخدام عقولنا؟
ألا يقول المنطق أن محو هوية الشعب
المصرى فى أقل من قرنين من الزمان، هو أكبر دليل على بشاعة الاحتلال العربى لمصر،
الذى لم يكن له هدف سوى إذلال الشعب المصرى والقضاء عليه وعلى هويته.
وأن تناقص عدد المصريين من أربعة عشر
مليونا على الأقل وقت دخول العرب مصر إلى مليونين ونصف وقت دخول الفرنسيين مصر،
بعد إحدى عشر قرن من المعاناه، سببها الفتح العربى لمصر الذى لم تقم لمصر قائمة
بعده، هو أكبر دليل على بشاعة الاحتلال العربى لمصر وبشاعة كل من حكم مصر بعده
باسم الإسلام، والإسلام منهم برىء؟
وأن إلغاء هوية ما يقرب من عشرين دولة
فتحها لعرب فى المنطقة هو الدليل على بشاعة الاحتلال العربى لأى دولة فتحها العرب؟
وهل يوجد شعب عاقل يسعد بالقضاء على
لغته وهويته، وبفتح أبواب بلاده لهجرات غير محدودة، وبأن يحكمه شعب آخر، بجيش
أجنبى.
وبدلا من أن تغضبوا على تحيزى لمصر ضد العرب،
اقرءوا تاريخ بعد الفتح العربى .
فما دفعنى إلى كتابة هذا الكتاب هو
إصرار عملاء الاستعمار العربى على مدح العروبة والتغنى بها والدعوة إليها، على
حساب الهوية المصرية والانتماء المصرى.
والإصرار على الدعوة إلى عروبة مصر هو السبب الذى دفعنى إلى كشف تاريخ
العرب الأسود فى مصر، والكتاب موجه أساسا إلى هؤلاء المصريين من المخدوعين أو من
عملاء الاحتلال العربى لمصر، ولا أقول الاستعمار العربى لأن كلمة استعمار تحمل
معنى التعمير بينما لم يفعل العرب بمصر غير التخريب والتدمير والحرق والسلب والنهب
والاستعباد والإبادة، فعلى من يريد ستر تاريخ العرب الأسود فى مصر أن يتخلى نهائيا
عن إدعاء أن مصر عربية.
وعروبة اللسان ليست دليلا على عروبة
مصر، فالإفريقى الذى يتكلم الإنجليزية أو الفرنسية أو البرتغالية ليس إنجليزيا أو
فرنسيا أو برتغاليا، بل هى أى عروبة اللسان سبب كاف لرفضنا للعروبة، فقد فرضت
عروبة اللسان على المصريين بالإكراه، ودفع المصريون ثمنها بالطرد من وظائفهم،
وربما بالقتل أو قطع اللسان.
التنويه
الثانى
ما يعنينى فى هذا الكتاب هو المصرية
وليس المسيحية.
وإن كان ذكر الأقباط والمسلمين قد جاء
به، فليس هذا بهدف دينى ، وإنما بسبب أن الموضوع لا يستقيم بدون ذكرهم فى سياق
الكلام لأسباب تاريخية وغيرها، مثلا فلنفرض جدلا أنى دعوت للمحافظة على الأقباط من
الانقراض، كما يحافظ على الحيوانات البرية المعرضة للانقراض، فليس ذلك لأنهم أقباط
ولا للمحافظة على الدين المسيحى فى مصر، فالدين المسيحى له رب يحافظ عليه، ولكن
لأنهم أنقى عرق مصرى، ولأنهم أوعى من غيرهم بـهويتهم المصرية، والأكثر دعوة
للمحافظة على الهوية المصرية، وبعدهم سيبقى قليلون يرفضون انتماء مصر العربى، ولكن
هؤلاء القليلين موجودون والحمد لله ولكن صوتهم لا يصل لأحد للأسف.
ولا أقصد أن جميع مسلمى مصر من أصول أجنبية بل أقصد أن أصل الأقباط أوضح من
أصل المسلمين بمصر، ووعيهم بمصريتهم لا
يشوش عليه أى انتماء آخر.
ولكن الأصل العرقى خارج الموضوع، لأن المصرية فى
نظرى هى الشعور بالانتماء لمصر، وكراهية من أذل شعبها.
كما أن البيئة لها يد فى تكوين
المصريين وكذلك الموروث الثقافى، بصرف النظر عن أصلهم العرقى.
---
التنويه
الثالث
المادة الأساسية لهذا الكتاب مستمدة من
موضوع محاضرة "الأقباط والهوية المصرية"، فهى نشر وترجمة لمحاضرات
ألقيتها فى لندن وفى برمنجهام وفى باريس فى سبتمبر سنة 1999.
---
الأقباط
والهوية المصرية
+++
لماذا لا يشعر أغلب
المصريين بالانتماء لمصر؟
الشعور بالانتماء للوطن هو حجر الزاوية
فى مصلحة الوطن وهذا هو ما تحتاجه مصر هذه الايام وما احتاجته لمدة قرون.
وهو ما تفتقده الثقافة الشائعة فى مصر
حاليا ومنذ الفتح العربى لمصر.
+++
فبعد الغزو العربى لمصر تحول كثير من
المصريين الى الإسلام.
وكثير منهم يحبون أن يقولوا أنهم عرب،
وهم لا يدرون أنهم ليسوا عربا، بل هم مجرد مصريين تكلموا اللغة العربية.
وهم لا يدرون أن المصريين لا ينبغى لهم
أن يشعروا أن الانتماء الى العروبة شرف لهم.
+++
والمأساة أن بعض المصريين يحتفلون هذه
الأيام بذكرى مرور أربعة عشر قرن هجرى على الفتح العربى لمصر ، أى أنهم يحتفلون
بذكرى غزو شعب آخر لبلادهم ، يا للبجاحة !
+++
والآن يأتى السؤال : لماذا؟
- لماذا لا يشعر أغلب المصريين
بالانتماء لمصر؟
لماذا يفضلون الهوية العربية على الهوية
المصرية؟
لماذا يفضلون اللغة العربية على اللغة
المصرية؟
لماذا يشعرون بالانتماء للغزاة أكثر من
الانتماء لمصر؟
أعتقد أن السبب هو الجهل.
فهم لا يعرفون أن الاحتلال العربى لمصر
هو أسوأ احتلال لها عبر التاريخ.
وهم لا يعرفون أن الاحتلال العربى لأى
دولة هو أسوأ احتلال عرفه العالم لأى دولة.
وهم لا يعرفون ماذا فعل العرب
بالمصريين.
وهم لا يعرفون أن العرب اعتبروا
المصريين عبيدا وأعداء يجب أن يقهروا وأن يبادوا تماما،وأن تلغى ثقافتهم من
الوجود.
---
أهمية
الأقباط كحراس للهوية المصرية
ومن هنا كانت أهمية الأقباط كأناس
يشعرون أنهم مصريين ،وعلى وعى أنهم مصريين ، وأنهم مصريين فقط ، من هنا أهميتهم كحراس للهوية
المصرية ،ومدافعين عنها.
---
كيف
فقد المصريون الهوية المصرية ؟
التاريخ يذكر لنا الخطوط الرئيسية فى
الموضوع، ولكن يلزمنا بعض الخيال المنطقى ، لنعرف التفاصيل ، معتمدين على الحقائق
التى ذكرها التاريخ ، ونتائجها المنطقية.
+++
سأركز هنا على ثمانية أسباب لفقد الهوية
المصرية ، وهى ما يلى :ـ
1- حرق التاريخ والثقافة القديمة بحرق
مكتبة الإسكندرية، وفقد المكتبات والكتب الأخرى ، خاصة كتب الأدب القبطى والكتب
التى تتحدث عن الشعب القبطى، فقدها فى الخراب العام الذى انتشر فى مصر لمدة مئات
السنين ، بعد الغزو العربى لمصر.
2- فقد
اللغة القبطية.
3- اعتناق أغلب المصريين للإسلام.
4- انتقال العرب فى فصل الربيع من كل
عام من معسكراتهم إلى الريف المصرى وإلى بيوت المصريين ، فيما سمى بالإرتباع.
5- هلاك ملايين المصريين وهجرة العرب
وغيرهم الى مصر، للحلول محلهم فى أرضهم وبلادهم.
6- سبى العرب للنساء والأطفال عند
دخولهم المدن المفتوحة، مما أدى إلى تدمير الأسرة المصرية.
7- فقد الأمان:لم يكن متاحا للقبطى أن
يحمل سيفا أو سلاحا، أو أن يدافع عن نفسه ،ولم تكن تقبل شهادة القبطى على مسلم.
8- فقد الكرامة:كان القبطى يهان بصفة
مستمرة بتعليمات من الخلفاء العرب عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز والمتوكل
،وكانت هذه الأوامر سارية المفعول باستمرار وليس فقط فى عهودهم.
والآن أعود لتوضيح هذه الأسباب الثمانية
:ـ
1- حرق كتب مكتبة الإسكندرية
مارس العرب حرق الكتب فى الجزيرة
العربية منذ فجر الإسلام ، ومن الحقائق الثابتة أن الرسول وخلفاؤه قد أمروا بحرق
الكتابات الإسلامية التى أرادوا اختفاءها من الوجود ، كما مارس العرب إتلاف الكتب
بحرقها أو إغراقها فى كثير من البلاد المفتوحة.
وهكذا لم يكن غريـبا أن يأمر عمر بن الخطاب
بإحراق كتب مكتبة الإسكندرية، رغم ادعاء بعض المسلمين حاليا أن المكتبة قد أحرقت
فى عهد يوليوس قيصر، أو دمرت فى عهد الامبراطور ثيودوسيوس، وهذه الإدعاءات لا تخدم
قضيتهم، فحرق مكتبة فى عهد يوليوس قيصر، أو تدمير مكتبة فى عهد ثيودوسيوس ، لا
يصلح كدليل نفى أن عمرو بن العاص قد أحرق مكتبة عظمى فى الإسكندرية، وقد ذكر هذا
المؤرخون العرب المسلمون وليس الأقباط ، ثم استمر البدو فى حرق كتب الأديرة ،من
حين لآخر. ولا يعقل أن الإسكندرية ظلت بلا مكتبة من القرن نهاية القرن الرابع
الميلادى حتى الغزو العربى فى منتصف القرن
السابع.
وهذا أحد أسباب فقد التاريخ والهوية فحرق مكتبة
الإسكندرية وغيرها من الكتب قد أحرق الثقافات السابقة، وهذا مهد الطريق إلى انتشار
ثقافة جديدة.
وأذكر فى هذا الشأن أن الذين قالوا
بتدمير المكتبة سنة 391م عادوا وقالوا أن العالمة المصرية هيباتيا قد قتلها
الغوغاء سنة 415م بتحريض من البابا كيرلس، وهكذا يتضح تخبطهم فى محاولة العثور على
كبش فداء يلصقون به تهمة القضاء على المكتبة بدلا من العرب، فمرة قالوا يوليوس
قيصر، ومرة اتهموا-كذبا- المسيحيين، بأمر من الأنبا تاوفيلوس سنة391.
فإن كانت المكتبة والمدرسة قد دمرتا سنة 391م، فأين كانت هيباتيا تعمل من
سنة 391 حتى سنة 415م، أم كانت قد توقفت عن العمل، وإن كانت قد توقفت عن العمل
بالمكتبة من سنة 391م فلماذا قتلوها سنة 415م؟
وكيف نهدر شهادة خمسة مؤرخين عرب مسلمين فى
العصور الوسطى هم البغدادى وابن القفطى وابن العبرى والمقريزى وحاجى خليفة بأن
العرب هم الذين أحرقوا المكتبة، كيف نهدر شهادتهم اعتمادا على أقوال مرسلة،
ونظريات خائبة جاءت فى آخر الزمان، وأتحدى الكاذبين أن يذكروا لى اسم مؤرخ قديم
واحد ذكر أن المصريين أو المسيحيين هم الذين دمروا المكتبة سنة 391م، وقد كذب أيضا
من قال معبد السيرابيوم والمكتبة شىء واحد، وعليهم الإثبات.
وهل يعقل أن يتحدث المؤرخ عن تدمير تمثال أو اغتيال عالمة مهما كان قدرهما،
ويغفل ذكر تدمير أهم مكتبة بها التراث العالمى كلمه، إن كان تدمير المكتبة قد صاحب
كسر التمثال سنة 391 أو قتل العالمة سنة 415.
أما روفينوس وأفثونيوس فكاذب من يدعى أن أى
منهما قد
ذكر أن المسحيين أو المصريين قد دمروا
المكتبة، أو عطلوا المدرسة، وعليه أن يأتى بالنص والمرجع التاريخى القديم.
أما الحجة الأخرى التى يحاول البعض أن يهدر بها ما ذكره المؤرخون العرب عن
حرق عمرو لكتب المكتبة، فهى أن أول ذكر لحرق العرب للمكتبة حدث بعد الفتح بخمسة
قرون، وأنا أرد عليهم قائلا أن ضياع المصادر الأولى التى نقل عنها البغدادى
وزملاؤه هو أمر طبيعى أولا لأن صلاح الدين الأيوبى أحرق أربعة ملايين كتاب ومن
البديهى أن بعضها كان مراجع تاريخية ضاعت، يمكن أن يكون قد نقل عنها البغدادى
وزملاؤه خاصة وأنه كان فى العصر الأيوبى.
ومن المستحيل أن تكون الكتب التى دمرها
صلاح الدين وجنوده وصنعوا من بعضها نعالا
لهم هى كتبا شيعية فقط، فهم لم يكونوا ليضيعون وقتهم فى فحص ما هى، إن كانوا
يعرفون القراءة أصلا، أو يفهمون فى ما تحويه من مواضيع، أو يعرفون اللغات المختلفة
التى كتب بها هذا الكم الضخم من الكتب ، فأربعة ملايين كتاب هى رقم فوق إمكانية
فحصه قبل القضاء عليه، بل هى باقى تراث مصر والشام والعالم، الذى أفلت من الحرق أو
الذى كتب بعد عهد عمر وعمرو.
وبديهى أيضا ألا نجد كتابات مصرية فى
هذا الشأن لأن المصريين كانوا مشغولين بمحاولة البقاء أحياء عن محاولة كتابة
تاريخهم، والدليل على ضياع تاريخهم أن أحدا حتى الآن لا يعلم على وجه التأكيد
معلومة لا يمكن الجهل بها لو كانت الظروف فى مصر بعد الغزو العربى هى ظروف طبيعية:
وهذه المعلومة هى : " هل فتحت مصر عنوة أم صلحا؟ "، ولكن أحدا من
المؤرخين لا يعلم الحقيقة على وجه اليقين، لأن تاريخ الشعب المصرى قد ضاع لمدة
قرنين أو أكثر فى الحرائق والمعازل والمذابح التى أحدثها الغزو العربى لمصر.
وإن تركنا المؤرخين إلى المنطق، أقول أن
أغلب مصر فتح عنوة، بدليل حرق القرى والمدن بواسطة جند عمرو بن العاص، وإلا فإنها
تكون جريمة بشعة أخرى ارتكبها العرب مخالفين تعاليم الإسلام، التى لم تأمر بحرق
البلاد التى تفتح صلحا.
والكذبة الأخرى البجحة التى خرجوا بها علينا فى آخر الأيام هى أن العباسيين
هم الذين كتبوا تاريخ العرب فى مصر وكانوا يكرهون الأمويين ولهذا شوهوا تاريخهم،
وهم بهذا يريدون إهدار جميع كتب التاريخ بمثل هذا الرأى الواهى ،
وأرد عليهم قائلا أن اضطهاد العرب للمصريين بدأ بدخول العرب وحرق القرى وعزل
سكانها عن القرى الأخرى، والقيود الشديدة القسوة الإذلال التى فرضها عمر بن الخطاب
على المصريين،وكان هذا فى عهد الخلفاء " الراشدين !! " ، وليس الأمويين.
وإن كان عمر بن الخطاب قد اشتهر بالعدل
فبالنسبة لى لا أرى غير الظلم الفادح والقسوة الطاغية بتلك القيود التى فرضها على
الشعب المصرى، التى لم يفرضها الإسلام بل المحتل العربى، فالإسلام لم يطلب غير
الجزية من أهل الذمة.
وكذلك عمر بن عبد العزيز لا أرى فيه غير
الظلم بتحميله جزية من أسلم على من احتفظ بدينه، وهذا ليس فى الإسلام.
لقد قبضت يد العرب على عنق المصريين حتى
خنقتهم فلم يعد لهم وجود، بل صار المصريون خليطا بلا هوية من بقايا الشعب المصرى
ومن الذين وفدوا لمص دمائه.
---
ومن يدَّعى أن المؤرخين الآخرين الذين
قالوا أن العرب أحرقوا كتب مكتبة الإسكندرية قد نقلوا عن البغدادى عليه إثبات هذا،
وهو كاذب لغرض فى نفسه حتى يثبت هذا.
ومن الممكن أيضا أن يكون سبب عدم وجود
كتابات عربية عن حرق العرب للمكتبة بعد الغزو العربى لمصر مباشرة هو أن العرب
الأميين الأجلاف لم تكن الكتب تهمهم، وكانوا مشغولين بالسلب والنهب والغنائم
والفىء، وجمع السبايا والغلمان.
ومن هم هكذا فكيف نتوقع منهم أن تهمهم أخبار الشعب المصرى وأحواله وثقافته
حتى يدونوها، فلا العرب دونوها ولا المصريين كانوا فى حالة تسمح بتدوينها.
أما عدم ذكر يوحنا النقيوسى لقصة حرق
عمرو لكتب المكتبة، فربما يكون قد لهاه عن ذكر حرق الكتب ما رآه من حرق الوطن نفسه
وهمه بما عاناه الشعب، فمن الجلى أنه أغفل ذكر أشياء بسبب كثرة ما رآه من الفظائع
قائلا أن الصمت أفضل، وربما فقد ما كتبه عن المكتبة فى الترجمة إلى اللغة الحبشية،
وربما لم تكن المكتبة تهمه بنفس الدرجة التى اهتم بها العالم القديم ، ويهتم بها
العالم الحالى، ولا ننسى أن يوحنا لم يكن يتكلم العربية، وهو بالتالى لم يكن مؤهلا
لأن يعرف التفصيلات التى وردت بالقصة بين العرب وبعضهم.
---
وعموما فليس عدم عثورنا على حدث فى كتاب مؤرخ هو دليل على عدم حدوثه، فربما
كتب عنه فى كتاب آخر ضاع، وربما ضاع من نفس الكتاب، وربما لم يعطه اهتماما كافيا،
خاصة وأن كتاب يوحنا النقيوسى كان عن تاريخ العالم، ولا يمكن أن يتضمن كتاب واحد
كل أحداث العالم.
2- فقد اللغة
المصرية:
لغة الشعب هى من أهم المؤشرات التى تدل
على هويته، خاصة إن غابت المؤشرات الأخرى.
والشعب المصرى لا يختلف كثير ا فى شكله
عن الشعوب المجاورة، فهو ينسب الى جنس
شعوب البحر المتوسط، مثلما تنسب الشعوب المجاورة الى نفس الجنس، وكان يختلف عن تلك
الشعوب فى اللغة والمذهب الدينى.
فلما فقد الشعب المصرى لغته ، وجاء أجانب كثيرون الى
مصر، صار الدين هو الذى يميز ذوى الأصل المصرى.
أما المصريين الذين اعتنقوا الإسلام
فكثير منهم لا يعرفون أصلهم : هل هم عرب أم مصريون أم أتراك؟
حدث هذا لأن مصر فقدت لغتها المصرية ،
وبالتالى تشتت انتماؤهم وتمزقت عواطفهم بين الانتماءين المصرى والعربى.
أما
المسلمون الآخرون فى الدول التى غزاها العرب ولكنها احتفظت بلغتها الوطنية ،والتى
لا تتكلم اللغة العربية حاليا، فهم يعرفون الحقيقة، ويشعرون شعورا صحيا نحو هويتهم
الوطنية ، رغم أنهم مسلمون ، مثلا الفرس أى الإيرانيون ، يفخرون بهويتهم ولغتهم
الفارسية ، بل ويكرهون العرب لأسباب تاريخية ،وفى نفس الوقت أغلبهم مسلمون متعصبون
لإسلامهم.
---
3- اعتناق أغلبية الشعب المصرى للإسلام:
أغلب المسلمين الذين لم يدركوا ما فعله العرب
بالشعوب التى غزوا بلادها ، يحبون العرب لأن نبيهم عربى ، وقرآنهم عربى.
ولما اعتنق المصريون الإسلام ، وجد
المتعصبون منهم شرفا فى قولهم أنهم عرب، ولم يجدوا شرفا فى انتسابهم لمصر. وصاروا
يقلدون العرب فى أشياء كثيرة.
واليوم نجد بعض المثقفين المصريين ، كبعض
الأطباء مثلا، يرتدون الملابس العربية مثل الجلابية القصيرة والعِمَّة.وهم فى غاية
السعادة لأنهم يرتدون مثل نبيهم، غير مدركين أن كل عصر له ظروفه.
وكثير من المؤسسات والمساجد فى مصر تسمى " ... الفتح " أى
"الغزو العربى لمصر".
كيف يعتز شعب بغزو شعب آخر لبلده، لا أفهم؟
وأغلب المسلمين يرفضون فكرة تعليم اللغة القبطية فى المدارس المصرية ، التى
هى اللغة المصرية نفسها فى آخر مرحلة لها.
فتعليم اللغة القبطية فى نظر كثيرين منهم، هو ذنب وتهمة: أننا نريد بعث
الهوية والقومية الفرعونية.
وهم يقصدون الهوية والقومية المصرية .
هم لا يدرون أنهم قبل كل شىء مصريون ، وأن بعث
اللغة والوطنية المصرية لا يمكن أن يكون ذنبا ، بل فخرا، وأن الانتساب إلى العرب
هو الذنب، لمخالفته للحقيقة، وبسبب تنكيل العرب بالمصريين.
وحتى لو كان بعض المصريين المعاصرين من
أصل عربى ، فعليهم هم أن ينتسبوا إلى الوطن الذى يعيشون فيه وعلى خيره، أى الذى
يأويهم ويطعمهم.
يجب ألا ينـتسب أى مصرى إلى الشعب الذى غزا بلده واحتل أرضه واستعبد شعبه ،
واغتال الهوية المصرية.
---
4- الإرتباع :-
معنى كلمة الإرتباع هو استمتاع العرب بفصل الربيع
، بقضائه فى الريف المصرى، مع السكن فى بيوت المصريين، ونستطيع أن نشبه هذا بقضاء
فصل الصيف بالمصايف ، فى أيامنا هذه.
وفيما يلى ما يقوله التاريخ.
أن العرب غزوا مصر ، وأن أى مسلم - أو
أى مجموعة من المسلمين - كان يستطيع أن يختار أى منزل مصرى ليدخله، كضيف غير مرغوب
فيه ، بدون إذن ،وأن يحيا فى هذا المنزل ، مع الأسرة المصرية ، فى إقامة كاملة،
لمدة ثلاثة أيام.
ويقول التاريخ أن العرب فعلوا هذا ، بصفة منتظمة ، كل عام ، ولكنهم لم
يكونوا يقيمون ثلاثة أيام فقط بالبيت المصرى ، بل على الأقل ثلاثة شهور كل عام فى
البيوت المصرية، مع العائلة المصرية ، لأنهم كانوا يقضون فصل الربيع بأكمله فى
الريف المصرى ، وغير معقول أنهم كانوا يغيرون سكنهم كل ثلاثة أيام ، إلا إذا كان
الهدف هو تلويث أكبر عدد من العائلات المصرية ، بالانتقال من سكن إلى آخر، كل
ثلاثة أيام، وهذه مصيبة أكبر.
كان هذا يدعى الارتباع أى الاستمتاع بالربيع ،
أو قضاء فصل الربيع.
كان الجنود العرب يقيمون فى البيت الذى اختاروه
، بدون اصطحاب زوجاتهم ، ويقضون اليوم حيثما شاءوا، إما داخل المنزل، مع زوجة
وأطفال رب الأسرة ، أو فى الحقول خارج المنزل.
ومن الواضح أن رب الدار كان يترك أسرته بالمنزل
مع الضيف- أو الضيوف - غير المرغوب فيهم ، فقد كان عليه أن يذهب إلى عمله ليكسب
رزقه.
أيضا إذا ترك العربى المنزل وذهب مؤقتا إلى
الحقول ليقضى الوقت هناك ، فسيجد هناك أيضا بعض النساء المصريات ، يعملن فى الحقول
، والمرء يستطيع أن يتصور ما يمكن أن يفعله جندى عاطل ، يعتبر أن النساء غير
المسلمات هن هبة السماء له كغنيمة حرب، وهو من شعب يشغل الجنس المكان الأول فى
تفكيره ، بدليل أنهم قد وعدوا بجنة مليئة بالنساء والأطفال، وبالذات الفتيات
الأبكار اللائى تتكرر بكورتهن بعد كل جماع.
ما نتيجة هذا التغيير الذى حدث فى حياة
الأسرة المصرية؟
الجواب هو:ـ
قبل الغزو العربى لمصر كانت الأسرة
المصرية مثل أى أسرة مسيحية فى أى مكان آخر من العالم.
كانت عادةً أسرة مكونة من زوج وزوجة
وأطفال.
وكان المفترض أنها أسرة مسيحية صالحة ،
تشعر بقدسية الزواج ، وترفض العلاقات الجنسية غير الزوجية extramarital relations ، وكان أفراد الأسرة يذهبون إلى الكنيسة ليستمعوا إلى العظات التى
تتحدث عن الطهارة والفضائل الأخرى.
وبعد الغزو العربى لمصر تغيرت الصورة.
فالآن يوجد شخص غريـب يعيش داخل الأسرة.
فحدثت صدمة حضارية وأخلاقية للشعب
المصرى.
ما الذى سيذهب الزوج والزوجة والأولاد
والبنات الى الكنيسة ليسمعوه؟
ماذا يستطيع الكاهن أن يقوله فى عظته عن
الطهارة؟
فكل واحد يعلم أنهم سيعودون إلى المنزل
ليجدوا الضيف القذر ينتظرهم به ، ليدمر كل ما سمعوه عن الطهارة ، وكل ما ذكره
دينهم عن قدسية الزواج.
الزوجة ، والأم ، والأخت ، والابنة ،
كلهن صرن محظيات للعرب، أى جوارى يمارس
معهن الجنس، وحتى الصبيان كانوا معرضين للاعتداء الجنسى عليهم ، وكانت الفتيات
معرضات للاعتداء الشاذ عليهن ، فإن العرب كانوا يحبون الجنس والشذوذ الجنسى،
فالمنطق يقول أن الوعد يكون بالشىء المحبب إلى القلوب، وكان الوعد لهم بالحور
والولدان فى الجنة.
ورب البيت عاجز ، فلو قاوم سيقتل بلا
رحمة ، وأى رجل فى الأسرة عاجز، فإن قاوم سيقتله السيف ،وان رضخ سيقتله الهمّ ،
والاكتئاب والبول السكرى وضغط الدم.
وكيف يواجه رجل غير مسلح جنديا أو جنودا مسلحين
، وجيشا سينتقم للجندى بذبح رب البيت وكل أسرته، وربما بذبح القرية بأكملها
وحرقها، إن تجرأ مصرى أن يقتل عربيا، أو مسلما ، بينما كان المصرى يدافع عن أسرته
أو شعبه أو شرفه .
هذا ليس خيالا بل تاريخ ، فقد تجرأ
المصريون وقتلوا بعض العرب المسلمين فى الثورة البشمورية ، فقتل جند الخليفة
المأمون الملايين من المصريين ثأرا ، وقال الخليفة أن المصريين قتلوا المسلمين ،
ولهذا السبب يجب أن يقتلوا بلا رحمة، فقد طاف مائة ألف جندى لمدة شهور بمصر،
ولديهم أوامر الخليفة المأمون، بقتل المدنيين ولا يعقل أن يقل عدد من قتله الجندى
الواحد عن عشرة أشخاص خلال عدة شهور ، كما أحرق العرب عشرات القرى المصرية التى
قاومت الفتح العربى لمصر ، دفاعا عن وطنها وأهلها ومالها، وقتلوا الرجال وسبوا
النساء والأطفال ، ونهبوا المقتنيات والجواهر و الأموال.
ومع هذا، نجد شارعا من أهم شوارع
القاهرة يدعى شارع الخليفة المأمون، وكثير من المؤسسات تحمل اسم عمرو بن العاص،
فالمسلمون فى مصر لا يرون الأمور من وجهة النظر السليمة كمصريين، بل من وجهة النظر
الخاطئة ، كمشاركين فى نفس العقيدة مع العرب.
سوء الفهم هذا حدث لأن مصر فقدت لغتها
ودينها.
+++
وفى نهاية الربيع كان الجندى العربى
يعود التى معسكره ، ولكن بعد أن يضع بذرته فى نساء الأسرة التى قضى معها فصل
الربيع ، ويعود فى الربيع التالى ، ربما إلى نفس البيت ، فهم قد صاروا عمليا عبيده
ومحظياته وأطفاله.
وحتى لغة هذه الأسرة تكون قد تغيرت .
فقد صاروا ثنائيى اللغة أى يتكلمون لغتين : اللغة العربية لكى يتعاملوا مع الساكن
الغريب الذى لايتكلم لغتهم، واللغة القبطية لغة وطنهم التى نشأوا عليها.
وتدريجيا فقدت الأسرة اللغة القبطية أى
اللغة المصرية بسبب الإرتباع، وغيره من الأسباب.
وهكذا فقد جزء لا يستهان به من مصر عرقه
النقى وهويته ولغته.
+++
ومع هذا ، ورغم كل المتاعب والصعوبات
والفظائع التى واجهها المصريون ، لاشك أن كثيرين من المصريين قاوموا هذا السلوك
العربى فى الاقامة فى بيوتهم واستعبادهم وتلويث أسرهم ، إذ لم تتوقف ثورات
المصريين المدة تزيد عن قرن من الزمان ، رغم أنهم كانوا يعرفون أن نتيجتها هى
الذبح بلا رحمة، وجميع هؤلاء الثوار قد ذُبحوا فعلا بلا رحمة.
وأخيرا تم ذبح الشعب المصرى عمليا
بواسطة الخليفة العربى المأمون ، إما فى الجسد أو فى الروح .
وهذه الصدمة الثقافية والأخلاقية ربما
تفسر ما ذكره بعض المؤرخين العرب من أن المصريين تصرفوا بخلاعة فى بعض المهرجانات
فى عصور تالية ،ومن أن النساء كُنّ أكثر عددا من الرجال ، فإن المناطق التى حدث
فيها الارتباع ، والمناطق التى فتحت عنوة ، تم قتل أغلب رجالها المصريين ، وسبى
كثير من نسائها، وهام الباقون على وجوههم، بلا مورد رزق، كالحرافيش.
واختفت المسيحية عمليا من كثير من هذه
المناطق.
+++
وذاب العرق المصرى فى تلك المناطق فى
الأعراق الوافدة، ولكن أغلب تلك العائلات اعتنقت قد الإسلام حينذاك أو فيما بعد .
ولاشك أن عائلات قبطية نجت من الارتباع،
لأنه ليس كل بيت قبطى قد حل فيه ضيف نجس .
والمناطق القريبة من العاصمة كانت أكثر
تعرضا للارتباع ، خاصة جنوب الدلتا وشمال الصعيد .
وبعد أن اختفت المسيحية تقريبا من هذه
المناطق ، عادت إليها بعض الأسر المسيحية فى القرنين التاسع العشر والعشرين ، بعد
أن بدأت بشائر التسامح الدينى نوعا ما أثناء حكم الأسرة العلوية، لمدة قرن ونصف من
الزمان ، حتى قضت عليه مرة أخرى بعض ممارسات وسياسة ثورة 1952.
وتوجد مناطق نائية لم يحدث فيها ارتباع، خاصة فى الصعيد، ولكن كثير من هذه
المناطق عانت أيضا من هجرة القبائل العربية إلى الصعيد، وكثير من هذه المناطق
محاطة بمزارع وجبال .
وهذه المناطق يسكنها أبطال تمكنوا من الاحتفاظ بالإيمان المسيحى لأكثر من
ثلاثة عشر قرنا من الزمان، رغم كل الظروف الصعبة، كما لا زال كثير من العائلات
المسيحية فى قرى ومدن مصر على طول البلاد وعرضها.
وواحدة من هذه القرى هى قرية الكشح الشهيرة، التى تكرر معها ونحن على مشارف
القرن الحادى والعشرين، بعض ما نشكو من حدوثه فى ظلام القرون الوسطى.
وأنا أفترض أن القرى التى تمكنت من
الحفاظ على دينها، تمكنت أيضا من الحفاظ على العرق المصرى نقيا نوعا ما، طوال هذه
المدة، مما يعطينا أملا أن المصريين لا زالوا موجودين ولم يذوبوا فى الأعراق
الوافدة، ولكن كثيرون يتحولون إلى الإسلام تحت تأثير ظروف معينة، فإن تم تحول جميع
شعب مصر إلى الإسلام، سيتم اختفاء العرق المصرى الشبه نقى، ببدء زواج
"المهديين" المختلط مع الأعراق الوافدة المسلمة، كما سينسى أغلب الشعب
المصرى أولوية انتماءه المصرى، ومن هنا تأتى أهمية المحافظة على المسيحية فى مصر
فى حفظ الهوية المصرية.
وأقباط الصعيد هم أجداد معظم أقباط مصر
المعاصرين، فى مصر والخارج ،وهم المصريون الحقيقيون .
وأنا اشك أن أى شخص غير مصرى، هاجر إلى
مصر بعد الغزو العربى لها، اعتنق المذهب القبطى الأرثوذكسى، إذ لماذا ينضم إلى
طائفة مضطهدة، كانت تعتبر بواسطة الحكام كالعبيد، أو تعتبر كأحط طبقة من السكان فى
الإمبراطورية العثمانية .
كان الأحرى به أن يعتنق الاسلام أو أن يحتفظ
بدينه الأصلى .
وهكذا يمكن أن نعرف المصرى الأصيل من
دينه ، أى من انتمائه إلى الكنيسة القبطية.
ويدعى البعض حاليا أن عرب الارتباع كانوا يعيشون خارج البيوت، وفى نفس
الوقت يقول هؤلاء أن الارتباع كان العامل الرئيسى فى تعريب مصر، لأن العرب اختلطوا
فيه بالمصريين، وهكذا يناقضون أنفسهم: فإن كان العرب قد عاشوا فى مكان منفصل، فكيف
ساعد هذا فى تعريب مصر؟
فى الواقع هم يعلمون جيدا أن العرب عاشوا داخل
البيت المصري،ولكنهم يخجلون من ذكر الحقيقة
كما أن أغلب البيوت المصرية لم تكن
كبيرة بدرجة أن يكون بها أماكن منفصلة زائدة عن الحاجة.
وهكذا كان الارتباع سببا لفقد المصريين للغتهم ولدينهم ولعرقهم ، وبالتالى
كان سببا رئيسيا لفقد الهوية المصرية .
+++
ولكن كان هناك عامل تعادل هو أن النساء المصريات المختطفات بواسطة العرب
أدخلن الدم المصرى إلى العائلات العربية الوافدة.
ويبقى السؤال : هل المرأة هى أساسا مجرد وعاء للحمل، أم مشاركة بالنصف فى
تكوين الجنين؟
كما أن اغتصاب العرب للمصريات كان له أيضا عقاب، وهو أن الجندى العربى ربما
كان يقتل ابنه، أو يقتل بواسطة ابنه فى ثورات الأقباط،فإن كثيرين من الأطفال لم
يتمكنوا من معرفة أبيهم الحقيقى ، أى هل هم ثمرة الزواج أم ثمرة الاغتصاب؟
---
5-هلاك المصرييين
وهجرة العرب الى مصر:ـ
عند الغزو العربى لمصر هلك كثير من
المصريين وهم يدافعون عن بلدهم ، وأسرهم ،وأموالهم.
وفيما بعد هلك آخرون فى الثورات التى حدثت ضد العرب.
وهلك آخرون فى بسبب المعارك التى دارت بين العرب والعرب، وبين حكام مصر
وأعدائهم .
كان العرب يتقاتلون باستمرار، فى معارك بين قبيلة وقبيلة، أو بين قبيلة
والحكام، أو بين الحاكم وبين غاز جديد من العرب.
لقد سقطت مصر فى أيدى قبائل همجية، وكل قبيلة كانت فى واقع الأمر جيشا.
كيف يحيا شعب فى قطر صار مسرحا للقتال بين الهمج لمدة مئات السنين؟ معارك
بي مئات الجيوش المتحاربة التى إن توقفت مؤقتا بين القبائل وبعضها، أو بينها وبين
الحكام ، لن توقف غاراتها علىالشعب المصرى.
وهلك مصريون آخرون من سوء الأحوال الاقتصادية لمصر ومن المجاعات والأوبئة،
بعد أن كانت مصر مخزن الغلال فى الإمبراطورية الرومانية .
وهلكت عائلات كثيرة من فقد رأس المال
الذى يكسبون به قوتهم، وقت الغزو، وبعد هذا.
كان الجندى العربى يدخل البيت ويأخذ كل شىء يحلو له : المال والمجوهرات
والنساء والأطفال والماشية .
كان كل شىء من حقه، بصفته مؤمن منتصر.
وإن ترك بعض النساء أو الأطفال، فإن السبب هو أن المرء لا يستطيع عمليا أن
يأخذ كل شىء فى يوم، وأن بضعة آلاف لا يقدرون أن يأخذوا عدة ملايين من النساء
والأطفال، أما الأموال والمجوهرات فمن الممكن أخذها كلها.
ولكن كثيرين من العرب الفاتحين -رغم هذا- أخذوا من النساء عددا أكثر من
قدرتهم ، فخالد بن الوليد كان عنده ألف جارية، فيا ترى كم من فاتحى مصر حذا حذوه؟
والآن - دعونا نتخيل - هؤلاء المصريين الذين أخذ
الغزاة أموالهم وبضائعهم وماشيتهم وجواهرهم ، كيف يحصلون على قوتهم وقوت عيالهم ،
وكيف يستمرون فى كسب رزقهم؟
أحاول العثور على إجابة هذا السؤال فلا أجد جوابا.
ألا تدركون ما معنى دخول الجند بيتا
ونهب كل ما فيه؟
معناه أن تموت الأسرة كلها فى اليوم
التالى، ماذا سيأكلون؟ وبماذا سيشترون الطعام؟
وكيف يستمر التاجر فى العمل بعد أن
نهبوا بضائعه وأمواله؟
كيف يستمر الفلاح فى العمل بعد أن غنموا
أغنامه وماشيته ومحاصيله؟
كيف يكسب الموظف قوته بعد أن طرد من
وظيفته لأنه فشل فى تعلم اللغة العربية أو لأنه اختار أن يحتفظ بدينه المسيحى؟
وأين يعيش من استولى الغزاة على بيوتهم ، هذا إن كان الغزاة قد تركوهم
أحياء؟
لم يبق شىء للمصريين سوى الفقر والجوع والتشرد والمرارة والمهانة والموت .
وفى الواقع ،كان العرب قبل الإسلام عصابات من قطاع الطرق، وكان كثير من
دخلهم يأتى من السطو على القبائل الأخرى، وقتل الرجال وسلب كل شىء.
ثم توحّدوا فى جيش كبير هاجم الدول المجاورة، يلبس عباءة الدين، ولكن طباعهم
وأخلاقهم وعاداتهم وأعرافهم بقيت جاهلية.
وهكذا ،هلك ملايين المصريين على مدى السنين،
وهاجر العرب والغرباء الى مصر، واستوطنوها وتكاثروا بالملايين، وكان هذا أيضا من
أسباب فقد الهوية المصرية.
ولكن هجرة العرب إلى مصر فى الماضى كانت بالنسبة لهم سلاحا ذا حدين، فقد
جعلت نسلهم يحرمون من ثروة الجزيرة العربية الحالية، فهم إن طلبوا العودة إليها-
بدعوى أنهم قبائل عربية من أصل عربى- سيرفض طلبهم ولن تعترف المملكة العربية
السعودية بهم كمواطنين لها.
كما أن كثيرين من الحجاج غير العرب وفدوا إلى
الجزيرة العربية فى مواسم الحج والعمرة، واستقروا فيها، ، وتمتعوا بالخير الحالى بها، بينما حرم منه
نسل العرب الذين نزحوا عنها فى الماضى.
---
6- انهيار الأسرة
المصرية :كان الجندى الفاتح يسبى من يحلو له من
النساء والأطفال بعد الفتح، لأن مصر فتحت عنوة ( حسب رأى سيدة اسماعيل كاشف) ، وبمنطق
الجيوش الغازية ، ومنطق الطبيعة والعادات الهمجية التى اتصف بها العرب.
فانهارت الأسرة المصرية، وماذا يبقى من أى مجتمع
بعد أن يقتل الرجال وتؤخذ النساء محظيات ويؤخذ الأطفال عبيدا؟
هذه هى القاعدة التى اتبعها الفاتحون حين غزوا قرية أو مدينة، خاصة إن
قاومهم السكان، وطبعا قاومهم كل شخص ، مدافعا عن حياته وأسرته وماله.
---
7- فقد الأمان:ـ
لم يكن مسموحا للمصرى أن يحمل سيفا ولا أى سلاح ، ولا حتى أن يدافع عن نفسه.
فإن اجترأ أن يرد، ولو ضربة بضربة ،
يقتل بلا رحمة ، فإنه يعتبر فى هذه الحالة أنه نقض الشرط الذى فرضه عليه عمر بن
الخطاب ألا يضرب مسلما، وإن فعل يقتل. ومعنى هذا أنه معرض للإعتداء ، وغير مسموح
له أن يدافع عن نفسه أو عن عائلته.
وأيضا لم تكن شهادة القبطى على المسلم مقبولة فى
المحاكم.
فهل كل المسلمين ملائكة صادقون وكل الأقباط شياطين كذابون؟
---
8- فقد الكرامة: -
كان القبطى يهان بأمر القانون، بواسطة القوانين
التى أصدرها عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزير والمتوكل.
وقد كانت بنود هذه القوانين مهينة جدا ،ومضايقة جدا لدرجة أن بعض الأقباط
اعتنقوا الإسلام وتكلموا اللغة العربية ، ونسبوا أنفسهم زورا إلى قبيلة عربية،
لحفظ كرامتهم.
يا أخى المسلم ذو الأصل المصرى: لقد
أباد العرب الشعب المصرى واستعبدوه،فكيف تعتز بمن أبادوا واستعبدوا أجدادك؟
+++
والآن بعد أن ذكرنا الأسباب التى أدت
الى فقد الهوية المصرية ، ننتقل إلى النقطة التالية وهى :ـ
---
دور
الأقباط فى حفظ الهوية المصرية
---
المصريون حاليا هم عموما إما مسلمون أو
مسيحيون أقباط .
وحتى الخمسينيات من القرن العشرين لم يعرف الأقباط لهم وطنا غير مصر.
وبعد هذا بدأ بعضهم فى الهجرة من مصر
لأسباب لا تخفى على أحد.
ولكن قلوبهم ظلت مصرية.
+++
والآن لنأت الى الأقباط: ماذا شعروا ،
وفكروا ، وقالوا وفعلوا لمدة سنين بعد الغزو العربى لمصر.
معظم الأقباط شعروا أنهم مصريون، ومصريون فقط،
وقد أجبروا أن يهجروا اللغة المصرية فى حياتهم اليومية، ولكنهم حفظوها فى كنائسهم
وفى صلواتهم وفى كتبهم المقدسة.
وهم إن لم يكونوا قد فعلوا هذا ، لكانت اللغة القبطية قد ضاعت ، واللغة
القبطية هى اللغة المصرية فى طورها الأخير العملى .
وعندما يكتب أو يتكلم أى قبطى عن هويته، فهو
يعبر عن نفسه كمصرى، وهو يشعر أنه مصرى، وليس عربيا.
وندوة مثل الندوة التى ألقيت فيها هذه
المحاضرات قبل طبعها ككتاب، قد نظمها أقباط فى المهجر يشعرون أنهم مصريون ، فكل
مهاجر يشعر بالفخر أنه مصرى .
وإن كان بعضهم قد بدأ ينادى بتسجيل نفسه فى دولة
المهجر تحت مسمى "قبطى"، فهو يفعل هذا لينفى عن نفسه شبهة العروبة التى
تصف مصر بها نفسها حاليا، كما أن كلمة "قبطى" معناها "مصرى"،
فهو إذن لم يخطئ حين سجل نفسه تحت مسمى "قبطى".
---
وأنا افترض - كما سبق أن ذكرت - أن تلك
القرى المصرية - مثل قرية الكشح - التى احتفظت بالدين المسيحى لمدة قرابة أربعة
عشر قرنا ، هى من أصل مصرى إذ لا يوجد عربى
يمكن أن يكون قد اعتنق المسيحية، خاصة فى القرون الوسطى.
كما أن هذه النوعية الصلبة من البشر
لابد أن تكون قد فضلت الاستشهاد على تلويث عرضها، ومن بقى منها هم الذين نجحوا فى
المحافظة على عرضهم، كما حافظوا علىدينهم.
أيضا الايمان المسيحى القبطى يدل على الأصل المصرى، فعموما لا يعقل أن شخصا
غير مصرى يأتى إلى مصر ويترك دينه إلى ملة مضطهدة لمدة قرون.
ولهذا أيضا يجب أن يتمسك المسيحيون
بمسيحيتهم لأسباب قومية ، وليس فقط لأسباب عقائدية.
+++
أثر
اعتناق الإسلام على الهوية المصرية
---
تدرّس المدارس فى مصر التلاميذ أن العرب جاءوا إلى مصر لتحريرها من الروم.
وفى الواقع لاشىء من هذا دار فى ذهن
الغزاة.
فقد كان ببساطة مجرد غزو خطط له القائد
العربى عمرو بن العاص، وهو يأمل فى الاستيلاء على ثروات مصر.
وهذه الكذبة الكبيرة هى الخطوة الأولى فى رحلة
من الأكاذيب ، تدعى منهج التاريخ فى المدارس المصرية.
والإسلام هو السبب، وأنا هنا لا أنتقد
الإسلام، وأنا أعيش فى بلد إسلامى، ولى أصدقاء من المسلمين، ولا أرغب أن أؤذى
مشاعر أحد.
ولكنى انتقد مسلمى مصر ، يجب أن يكونوا
أثر ولاء لمصر.
يوجد مسلمون آخرون فى إيران تركيا
وباكستان وأندونيسيا وفى بنجلاديش وماليزيا ونيجيريا الخ ، وهم لا يعتبرون أنفسهم
عربا .
وأنا دائما أتساءل، هل مجرد نجاح العرب
فى اغتيال لغتنا القومية يجعلنا نعتقد أننا عرب، لدرجة أننا نخوض معاركهم بدلا
منهم، فى فلسطين واليمن، بالاضافة الى المعارك الإسلامية كأفغانستان.
ومن الغباء أيضا أن نعتبر كل شعب يتكلم
العربية شعبا عربيا، فالأفريقى فى السنغال ليس فرنسيا رغم أنه يتكلم الفرنسية،
والأفريقى فى نيجيريا ليس انجليزيا رغم أنه يتكلم الانجليزية .
+++
والمهاجرون المصريون غير الأقباط كثيرا ما يهتمون بالانتساب العربى أو الإسلامى
أكثر من الانتساب المصرى، وكثير من المصريين غير الاقباط فى مصر لا يعطون الأولوية
لمصر، فكثير منهم يعطى الأولوية لدينه أو للبلد الذى جاء منه أجداده إلى مصر، ونحن
لا نطالبهم أن يتجاهلوا دينهم بل أن يعطوا مصر نفس المكان فى مشاعرهم مهما كان
إيمانهم.
وكثير من المسلمين يكتبون أن قوميتهم هى الإسلام ويهاجمون الانتماء القومى
لوطنهم.
والانتماء للعروبة يتم غرسه فى نفوس المصريين منذ البداية فى المدارس
والجرائد والراديو والتلفزيون و المساجد.
---
لماذا
لم يعتنق الأقباط الاسلام؟
---
لاشك أن المسلمين يتعجبون لماذا لم
يعتنق، أو لماذا لا يعتنق الأقباط الإسلام، إن لم يكن لعظمته وجدارته ، فعلى الأقل
للخلاص مما كانوا فيه، أو مما هم فيه من معاناة .
وقد تساءل أحد المؤرخين الأقدمين نفس السؤال، وأعتقد أنه المقريزى ، متخيلا
أننا قوم متخلفون عقليا حتى نقبل كل هذا الهوان، ولا نتخلى عن ديننا، فننال كل
الرضى.
والمسلمون يعتقدون أن دينهم هو الأعظم،
فلماذا لا يعتنقه الأقباط؟
الأقباط لم يعتنقوا
الاسلام لأسباب كثيرة، منها :ـ
- لا أحد يصدق الكلام ،بل الناس ترى
الأفعال، وهذه هى الأفعال:-
.إساءة معاملة من الرؤساء والمدرسين
والزملاء.
.تفرقة فى التعيين فى الوظائف.
.تفرقة فى الترقية فى الوظائف.
.تفرقة فى الدرجات فى الامتحانات فى
الجامعات.
.لا تعيين تقريبا فى التلفزيون
والصحافة.
.لا مشاركة فى ساعات الإرسال فى الإذاعة
والتلفزيون.
.لا تصريح ببناء كنائس، إلا بطلوع
الروح.
.إهانات وإزعاج من ميكروفونات المساجد.
.تجاهل تاريخهم وحضارتهم ولغتهم.
.قتل الأقباط وسرقتهم.
.التعريب، وتجاهل لغتهم القومية
وهويتهم.
+++
وحتى إن توقفت بعض هذه الإساءات، فيكون
ذلك مؤقتا لأسباب مرحلية.
أخى المسلم :-
دعنى أرى مبادئ دينك العظيمة فى شعورك
وفى سلوكك نحوى كبشر مثلك، له الحق فى الحريه والكرامة و ممارسة حياته فى وطنه على
قدم المساواة معك، وفى الشعور بالأمان على أرض وطنه، ثم ادعُ بعد ذلك إلى دينك،
ربما تجد من يتجاوب معك، بدلا ممن يعتنقون الإسلام بهدف الزواج أو العمل أو الهروب
من المعاناة، فأكرم للإسلام أن يعتنقه الناس لحبهم فيه من أن يعتنقوه لتجنب الأذى.
وقتل الأبرياء أو إيذائهم أو معاناتهم أو
إذلالهم لن يكون أبدا هو السبيل لتخلى الأقباط عن دينهم.
---
عيد
تكريم الأقباط
أو
اليوم الوطنى لتكريم الأقباط
---
أدعو الدولة والشعب المصرى لتحديد عيد قومى اسمه عيد تكريم الأقباط تخليدا
لذكرى تضحياتهم للمحافظة على عقيدتهم رغم كل المعاناة التى تعرضوا لها تحت الحكم
الرومانى، وفى ما تلاه من عصور تحت الحكم الاسلامى، ولشجاعتهم فى ذكر الحقيقة
بخصوص العروبة، والحكم ا لعربى لمصر، رغم أن المسلمين المصريين يكرهون أى شخص يذكر
لهم الحقيقة فى الأمور التى تتعلق بالتاريخ المصرى.
وعندى سؤال أوجهه الى
كل المسلمين المصريين،هو:-
كيف تصفون الأقباط الذين ذبحوا وهم
يقاومون الغزو العربى الإسلامى لمصر؟ هل هم أبطال وشهداء الوطن ، أم خونة؟
إن كانوا أبطالا ،فلنكرمهم، وإلا
فلتعترفوا أن العرب أبادوا المصريين، وأنكم نسل الغزاة.
وفى هذه الحالة دعونا نقول لكم أننا لازلنا هنا،
الأقباط لازالوا موجودين، يعلنون مصريتهم، ومعهم بعض المسلمين الشرفاء المثقفين
الواعين بالحقيقة.
الجسد الذى أرادوا قتله لازال حيا.
ويمكنكم العودة إلى الجزيرة العربية ،إن
لم تكونوا مصريين، إن كنتم ترفضون الهوية المصرية.
+++
حقا لقد غزا العرب مصر ، وأنهم بذلوا
قصارى جهدهم لذبح المصريين وذبح الهوية المصرية.
ولكن أحدا لا يمكنه ان يقول ان المصريين
هزموا نهائيا.
لتهزم شعبا لابد أن تهزم إرادته.
وإن كان بعض المصريين الذين اعتنقوا
الإسلام قد هزموا حضاريا، وهم الذين يدعون لعروبة مصر، ومعهم كثيرون ممن يجهلون
الحقيقة، إلا أن الأقباط والمسلمين الذين يعلمون الحق والحقيقة لازالوا موجودين.
لازالوا يقولون نحن مصريون ولسنا عربا.
والجميع يتوقون لدراسة اللغة المصرية،
ولكن توجد صعوبات.
فنحن فى عصر يحتاج المرء فيه لدراسة لغة
حية أو كمبيوتر لكسب رزقه.
لا أحد عنده وقت فائض.
وليس كل شخص عنده موهبة تعلم اللغات.
ومع هذا فشعب مصر سيستمر فى البقاء،
والهوية المصرية ستستمر، طالما بقى قبطى على ظهر الأرض. وهم كثيرون فى مصر
والخارج، ولا توجد قرية أو مدينة تقريبا فى مصر ليس بها أقباط، وطالما لم يكمم أحد
أفواه المسلمين الشرفاء فى مصر.
أيضا، كنت أود لو أن باقى مسلمى مصر عرفوا الحقيقة، عن الغزو العربى
والاحتلال العربى لمصر،
إذ أنه لو عرف مسلموا مصر أنهم ليسوا
عربا ، فمن الجائز أن تنتهى التفرقة ضد الأقباط ، عندما يشعرون أن القبط هم اخوتهم
فى الوطن .
---
اعتذار العرب للأقباط
عما فعلوه بهم
---
علاوة على هذا أدعو العرب للاعتذار
للأقباط عما فعلوه بهم فى الماضى.
نحن نسمع فى أيامنا هذه عن مثل هذه
التصرفات.
بعض الأمم المتحضرة تعلن اسفها عن
الإساءات التى فعلوها ضد الآخرين فى الماضى.
فهل يستطيع العرب فعل هذا؟
رسالة
الى الأقباط المهاجرين
---
يقال أن الأقباط فى أحسن حال ، وليس فى
الإمكان أفضل مما كان، ولكن:-
.كثير من الأقباط هاجروا، لماذا؟
.آخرون يتحولون إلى الإسلام هل عن
اقتناع؟
أم بسبب فقر أو زواج أو طلاق أو اضطهاد؟
كتب تاريخ مصر لم تذكر حالة واحدة عن
اقتناع، وذكرت آلاف الحالات للهروب من اضطهاد.
- ولكن ما هو الحال فى أيامنا هذه؟
.كيف نتتبع كل حالة لرئيس يضايق موظفا؟
.كيف نتتبع كل حالة لتلميذ يشتم زملاءه
المسيحيين كل يوم؟
أو يرفض أن يكلمهم أو يلعب معهم.
.كيف نتتبع كل حالة لموظف يعطل مصلحة أو
يضع عراقيلا؟
.كيف نـثبت العراقيل التى توضع أمام كسب
القوت؟
.كيف نثبت أن مرشحا لوظيفة يستحق درجة
أعلى فى امتحان شخصى؟
.كيف نثبت أن تلميذا يستحق درجة أعلى فى
امتحان شفهى ؟
+++
كيف نثبت وجود جريمة فى مذبحة على هيئة
تسمم غذائى(كارثة شم النسيم )؟
البعض تساءلوا حينذاك ، كيف تصادف أن
ظهر البوتيوليزم فى أماكن متعددة يوم شم النسيم بالضبط، ولم تظهر حالة واحدة قبلها
بيوم؟
هناك تفسير :الإرهابيون حصلوا على
الميكروب من دولة أجنبـية.
كانت العراق مثلا تكره مصر فى هذا
الوقت، أيضا توجد دول أخرى على علاقة بالإرهاب.
واختار الإرهابيون شم النسيم لأن المسلمين كانوا
صائمين حينذاك ، وكان الهدف هو المسيحيون والمسلمون الذين لم يصوموا.
+++
كيف نثبت مذبحة بدت كأنها حادث طريق ؟
(حادث أتوبيسى كنيسة مار جرجس فى يوليو
سنة 1999 )؟
لقد كان الطريق صحراويا مستقيما ، فى ضوء النهار
، وكان فى وسع قائد الشاحنة أن يرى الأتوبيس على البعد ، ويتجنبه، والذين كانوا فى
الأتوبيس الثانى رأوا ما حدث ويقولون أن سائق الشاحنة أغلق الطريق متعمدا
بالمقطورة.
ويقال أن نفس السيناريو تقريبا تم
تنفيذه على أسقف وكهنة فى سيارة، منذ بضعة سنوات، حين أجبر الإرهابيون السيارة على
الخروج من الطريق إلى ترعة، وغرق جميع الكهنة فى الترعة فى صعيد مصر.
وحدث حادث مماثل لأتوبيس كنيسة جبل
الطير بالصعيد، حوالى شهر بعد حادث كنيسة مار جرجس هليوبوليس.
ويكرر الارهابيون نفس السيناريو مع
سيارات الشرطة المصرية.
+++
ونسبة المسيحيين لمجموع السكان تقل
تدريجيا. المسلمون يتوالدون بكثرة ، بعض الأقباط يهاجرون ، وبعضهم يعتنق الإسلام،
وهذا ينعكس على مستقبل الوعى بالهوية المصرية، ولكن لايزال يوجد بعض الضوء،
فالأقباط الباقون ذوو وعى أكبر بهويتهم
المصرية، وعموما لا يوجد مثقف قبطى لا يعترف بها، ولا يوجد مثقف قبطى لا ينكر
هويته العربية، إلا بعض الوصوليين والجبناء، والحكماء الذين يضعون فى حساباتهم
نظرة الأكثرية للأقلية، والعلاقات المتبادلة بين عنصرى الأمة أو نسيج الأمة
الواحد.
ولا يزال بعض المثقفين المسلمين يقولون ان مصر ليست عربية.
هذا ما يحد ث فى مصر، وعلاوة على هذا توجد
مجتمعات قبطية فى الخارج تعلن أن جنسيتها الأصلية هى قبطى، وهذه قد يعتبرها البعض
إنكار للمصرية أو خروج عليها، ولكنها ليست كذلك لأن "قبطى" معناها
"مصرى"، وأما كلمة مصرى فقد صار لها مدلول جديد عند الغرب، وعند العرب،
هذا المفهوم الجديد هو أن المصرى "عربى".
والحل هو العودة إلى تسمية جميع
المصريين بالأقباط.
وتوجد مدارس مصرية بالخارج ، ولا أعلم
إن كانت توجد نوادى قبطية أم لا، ولكن بالتأكيد ستوجد، فحاليا من الصعب أن يفنى
الأقباط، فإن فنوا داخل مصر، فسيستمرون خارجها. وأنا أعتقد أن أكثر من مليون قبطى
يعيشون فى أوربا وأمريكا وكندا واستراليا
،وأكثر فى مختلف أنحاء العالم.
فإن فنى من ينادى بالهوية المصرية داخل مصر، سيستمر من ينادون بها خارج
مصر.
+++
وعندما جاء نابليون الى مصر سنة 1798 م
قدر علماء الحملة الفرنسية على مصر أن جميع القبط كانوا حوالى 150 ألف ، وكان من
السهل أن يفنوا ، مالم يأت محمد على وإسماعيل بالمدنية إلى مصر ، وسعد زغلول أعطى
الأقباط الفرصة لمشاركة المسلمين فى الحركة الوطنية، وكان هذا حسنا.
ولكن الأقباط انخدعوا لأنهم صدقوا أنهم سيأخذون
نفس الحقوق والفرص فى وطنهم مثل المسلمين، ولم يحدث هذا أبدا.
بيد أن الأقباط تكاثروا وصاروا ملايين ،
ويتمسكون أكثر بهويتهم، مما يبدو واضحا فى أسماء الأجيال الجديدة، ولم يعودوا
يـبالون أن تتسبب الأسماء فى متاعب للأبناء، فالتمسك بالهوية صار عندهم أهم حتى من
مصلحة أبنائهم.
ولكنكم لازلتم مطالبين يا أقباط المهجر أن
تزرعوا الهوية المصرية فى أجيالكم الجديدة، علموا أبناءكم أنهم مصريون.
ولا تتخلوا عن اهتمامكم بالشئون
المصرية، فمصر بلدكم والشعب المصرى شعبكم.
ويوجد من لا يريدون من أحد هنا أن
يتأوه، ولا يريدون منكم أن تتأوهوا بالنيابة عنه فى الخارج، ولا يعجبهم أن تتألموا
لألمه ، وأبشع أنواع القهر هو أن يجبر القاهر المقهور أن ينكر وجود القهر أصلا، أو
أن يفزع المقهور فينكر وجود القهر.
فلا تتخلوا عن دعمكم للمصريين، هم محتاجون له.
لا تعيروا التفاتا للأصوات التى تقول أنكم خونة
،خونة لمن ،خونة لماذا ؟ أريد أن أعرف.
من هو الخائن لمصر؟ الذى يقول أنا مصرى
أم الذى يقول أنا عربى؟
الذى يقول نريد المساواة لكل أفراد
الشعب، أم الذى يميز فئة عن فئة ، على أساس الدين؟
الذى يقول أن ابن مصر أولى بالرعاية ،أم
الذى يفضل الباكستانى والإيرانى والتركى الخ على المصرى؟
الذى ينادى بلغة مصر أم الذى ينادى بلغة
من قهر مصر وأذلها؟
ولا يكفى أن يقال أنها لغة الإسلام،
فالمسلم الإيرانى يعتز بلغته وهويته القومية وربما كان أكثر إسلاما من كثيرين.
. الذى ينادى بالمحبة والوحدة الوطنية
أم الذى يشيع الإرهاب فى بلده وفى العالم كله؟
. الذى يريد السمعة الطيبة لبلده حين
تصون حقوق الإنسان، أم الذى يلوث سمعتها بما يمارسه من اضطهاد وتفرقة وانتهاك
لحقوق الانسان؟
- اعلموا أن جميع أقباط مصر يقدرون
دوركم فى الدفاع عنهم ولكن أحدا لا يستطيع أن يصرح بذلك ، فهناك من يخشى الانتقام
من شعبه والتنكيل به، وهناك من يخشى على ماله ومصالحه ،وهناك من يخشى على نفسه
وأهله.
وقد حققتم الكثير، وحتى إن لم تحققوا
تغيرا واضحا فى السياسة، فيكفى أنكم تعلنون الحقيقة للعالم، حتى لا تضيع ،ويعتقد
العالم أنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان، فيبقى الحال كما هو،فيشجع هذا المتعصبين
على التمادى فيم يفعلون.
+++
مرحبا
بالوحدة العربية
قد يتوهم البعض أنى ضد الوحدة العربية، وهذا
خطأ، إذ لا توجد عداوة بينى وبين أغلب الدول التى تدعى حاليا بالدول العربية، وفى
الحقيقة هى ليست دولا عربية بل هى دول تتحدث اللغة العربية، فأغلب هذه الدول هى
ضحايا مثلنا للغزو العربى، اغتال العرب هويتها، واغتالوا أغلب سكان بعضها، كما فعل
الهلاليون بأهل ليبيا وتونس. ولا مانع من الوحدة مع هذه الدول إن كان هذا فى مصلحة
الشعوب، ولكن تحت مسمى آخر غير مسمى الوحدة العربية، مثلا: "وحدة شعوب جنوب
وشرق الشرق الأوسط".
بل لا مانع أيضا من الوحدة مع الدول ذات
الأصل العربى، إذا اعتذرت عما بدر من العرب نحو الشعوب المفتوحة وطلبت الوحدة
لأسباب لا علاقة لها بالهوية القومية أو الدينية، بل مثلا لمصلحة اقتصادية مشركة.
سيناريو
دخول الجنود العرب إلى البيوت
فى
البلاد المفتوحة
لم تكن الوصية لا تقتلوا أحدا.
بل لا تقتلوا امرأة ولا شيخا ولا صبيا.
أى اقتلوا الرجال.
أما النساء والأطفال فهم لكم.
والشيخ سيفنى بعد حين ، إن لم يمت فى
حينه بالجوع بعد أن ذهب الجميع.
---
ما أبشع ما حدث !
السبى والاغتصاب.
رعب وقت الاقتحام.
رعب وقت قتل الرجال.
رعب وقت خطف النساء والأطفال إلى
المعسكر.
رعب وقت الاغتصاب فى المساكن.
وعلاوة على هذا:-
كيف تنام المرأة المسـبـية مع قاتل
زوجها؟
كيف تنام المرأة المسـبـية مع هادم
بيتها؟
كيف تنام المرأة المسـبية مع مشرد
أسرتها؟
وإن تركها الجندى العربى:
إلى أين تعود؟
من سيصرف عليها؟
وهل ستجد أولادها بالبيت؟
أم خطفهم الجنود وصاروا عبيدا؟
ومن أين ستطعمهم؟
+++
من يقرأ تاريخ العرب فى مصر يتبين أن
رسالة العرب الوحيدة كانت إذلال الشعب المصرى والفتك به.
وربما يتخيل البعض أن المصريين كانوا
أحسن حالا من شعوب خُيِّرت بين الإسلام والقتل مثل الفرس والترك، ولكن هذا غير
صحيح لأن تلك الشعوب صارت مسلمة فورا فاستعانوا بها فى الجيش والحكم فتمكنت من
الحصول على استقلالها مبكرا فاحتفظت بهويتها القومية.
أما الشعوب الذمية فتأخر اعتناقها
للإسلام ،ولم يستعن بها فى الجيش أو الحكم، وعجزت عن الحصول على استقلاها مبكرا،
حتى فقدت لغتها وهويتها.
وقد ضاعت هوية الشعوب المسيحية - التى
فتحها العرب - بالذات لهذا السبب.
ولو كان المصريون قد رحبوا بالإسلام واعتنقوه من
أول وهلة لوفروا على أنفسهم الأهوال التى لاقوها عبر تاريخهم.
والنتيجة النهائية واحدة فقد صاروا مسلمين فى نهاية الأمر بعد أن عجزوا عن
الصمود أكثر من ألف عام.
---
كذبة
أن المصريين اعتنقوا الإسلام عن اقتناع
---
يرددون هذه الكذبة التى تقول أن المصريين اعتنقوا الإسلام عن اقتناع ،
يرددونها بمنتهى البجاحة :-
+++
لم يذكر التاريخ أن مصريا واحدا اعتنق
الاسلام عن اقتناع، ولكن كل صفحة فيه تحكى كيف اعتنق مصريون الإسلام للهرب من
الأذى، وكتب التاريخ هى الحكم بينى وبين من يقولون غير هذا.
ودعونى أسأل :-
كيف يرحب المواطن المصرى بمن سيقتله
وينهب ماله ويعتدى على نسائه أو يأخذهم كجوار أو يبيعهم فى سوق النخاسة؟
كيف ترحب المرأة المصرية بمن سيعتدى
عليها ويقتل زوجها ويستعبد ابنها ويهدم أسرتها، ويأخذها جارية له ، أو يـبيعها فى
سوق الجوارى، بعد أن يعرضها عارية على من سيشتريها.
وما رأيكم فى شعورها وهى تقف شبه عارية فى سوق الجوارى، وجسمها وكرامتها
ينتهكان بعيون الناس، ثم بأيدى وأجسام الناس، بعد أن كانت ربة بيت حرة؟
هل تعتقدون بعد هذا أن الشعب المصرى رحب
بقدوم العرب وسهل لهم غزو مصر؟
---
محنة الهوية المصرية قديما تتلخص فى أن
بعض المصريين هجروها لأنها كانت مصدرا للهوان وللتنكيل بمن يتصف بها مما جعل بعض
المصريين قديما يتنكرون لها ويحاولون الانتساب للهوية الجديدة، هربا من الهوان
والتنكيل بهم، أى أن بعضهم دفع الرشوة إلى قبائل عربية لتنسبهم إليها.
ومحنة الهوية المصرية حديثا تتلخص فى أن
أغلب الشعب المصرى يرفضها أو على الأقل لا يتحمس لها، تمسحا فى العرب الذين أتوا
بالإسلام إلى مصر.
فهل يا ترى لو علموا ما فعله العرب بأجدادهم
سيستمرون فى الاعتزاز بالهوية العربية؟
---
لا نحتاج إلى دليل على وحشية العرب،
فمجرد ضياع الهوية المصرية ، وضياع هوية باقى الشعوب التى غزاها العرب والتى صارت
لغتها هى اللغة العربية، هو الدليل.
---
الكوابيس
كيف ينام أحد وهو يعلم بأنه غير آمن؟
كيف ينام فى وجود رجل غريب فى بيته؟
وهل يستطيع أى منكم أن ينام فى وجود رجل
غريب فى بيته، رجل لا يوجد من يردعه أن يقوم على رب الدار وهو نائم ويقتله.
وهل يستطيع أى منكم أن ينام فى وجود رجل غريب فى البيت، رجل لا يوجد ما
يردعه أن يغتصب من يشاء من نساء البيت.
---
هل
كان الفتح لتحرير المصريين من الرومان؟
---
هل كان الفتح للتحرير أم للاستعباد ؟
---
ذكر عمرو بن العاص أن المصريين فى مقام العبيد
عنده وليس لهم حقوق عليه ( كما جاء فى كتاب بن عبد الحكم).
وقد قيل أن القيود موروثة من عهد الرومان، فماذا
لم يلغها العرب إن كانوا قد جاءوا لتحرير المصريين؟
ولماذا لم يسلموا الحكم للمصريين
ويعودوا الى بلادهم؟
وعدم السماح للمصرى بترك قريته بدون
تصريح : هل كان تحريرا؟
وذبح المصريين الذين ثاروا على العرب هل
كان تحريرا؟
وكيف يقال أن الإسلام لم يفرض على
المصريين؟
وضع الناس فى ظروف تجبرهم على التخلى عن
دينهم إلى الإسلام أليس فرضا للإسلام عليهم؟
اشتراط الإسلام أو معرفة اللغة العربية
للبقاء فى الوظيفة، والجزية، والمعاملة المهينة، وقمع الثورات بمذابح، ووضع
المصريين كشعب محكوم من المسلمين، ألا يشجع المصريين على التخلى عن دينهم، إلى
الدين الذى يكفل لهم الأمان والكرامة ولقمة العيش؟
وأبشع أنواع الاستعمار هو المصحوب باستيطان بشرى
وغزو ثقافى.
ومع هذا أنا أفضل أن أكون أقلية مقهورة من أن
أكون نسيجا واحدا مع أكثرية عربية ، أما أكثرية مصرية ، فمرحبا، بأن أكون نسيجا
واحدا معها، بشرط أن تشعر هى الأخرى أنى نسيج واحد معها، فلا تحرمنى لأنى أقلية
دينية، من أى حق يتمتع به أبناء الأكثرية الدينية.
تعريب مصر
---
لم يكن من السهل أن يتم التعريب إلا بواسطة ضغط
رهيب على الشعب المصرى، أو إحلال وافدين من شعوب أخرى محل الشعب المصرى.
بدأ وتمَّ التعريب بسبب:-
.صعوبة
التعامل مع حاكم فظ يجهل لغة الشعب المحكوم.
.فصل
من الوظائف لكل من لا يتعلم ويتكلم لغة هذا الشعب الغازى الحاكم.
.الإرتباع.
.وبعد
هذا بسبب حظر تكلم الشعب بلغته القومية ، وإجباره على استخدام لغة الغزاة فقط.
.فناء
الجيوب النائية المتبقية التى تتحدث اللغة المصرية، بواسطة المجاعات التى نتجت عن
فساد الحكم.
---
ومن
البديهى أن كل لغة عزيزة على شعبها، وحتى إن هانت عليه، من المستحيل عليه عمليا
التخلى عنها نهائيا إلا تحت ضغط هائل.
الشعوب
الوحيدة التى غيرت لغتها هى التى فتحها العرب، أما أمريكا اللاتينية فلم تكن
لشعوبها لغات واسعة الانتشار بل لغات قبائل، وقد كان الأسبان كالعرب فى وحشيتهم.
---
هل
مصر مقبرة الغزاة؟
---
الذين يقولون أن مصر مقبرة الغزاة ، هل يقصدون
أن العرب الوافدين ذابوا فى الشعب المصرى؟
إذن مصر
ليست عربية بل مصرية.
أتمنى فعلا أن يكون العرب هم الذين ذابوا فى
المصريين.
تسامح الدولة الفاطمية
---
ما
جدوى أن يقال أن بعض حكام الدولة الفاطمية كانوا متسامحين مع الأقباط بعد أن أباد
الحاكم بأمر الله المسيحيين واللغة المصرية؟
---
احذروا من يزيفون الحقائق التاريخية لخدمة
العقائد الإيديولوجية.
+++
إن
كان لابد أن أختار فأنا أصدق المراجع التاريخية وليس دعاة التهدئة على حساب
الحقيقة.
والتهدئة
الفعالة تكون بالقضاء على أسباب الثورة.
---
الجنس
النظيف والجنس القذر
---
الجنس داخل نطاق الزواج هو جنس نظيف ، من وجهة
نظر المتدينين.
الجنس خارج نطاق الزواج هو جنس قذر ، من وجهة
نظر المتدينين.
ولكن الجنس من وجهة النظر الأخلاقية ربما يكون
له فى رأى البعض مفهوم آخر:ـ
ينتقد المصريون فى كتاباتهم وأحاديثهم الغرب
على الحرية الجنسية المتاحة فيه، وأنا هنا لا أدافع عن طريقة الغرب فى الحياة،
ولكنى أتأمل فى البشر وطريقة تناولهم للأمور من وجهة نظرهم الشخصية، وعواطفهم
الإيديولوجية:-
الجنس - خارج نطاق الزواج - من وجهة نظر
الأديان خطية ، ولكن هذا لا يمنعنا من تقسيمه إلى جنس نظيف يقوم على التراضى وهو
ما يحدث فى الغرب حاليا، وجنس قذر يقوم على الإكراه وهو ما مارسه العرب مع الشعوب
المفتوحة، وجنس أقذر يقوم على الإكراه فى أوضاع شاذة، وهو أيضا ما مارسه العرب مع
الشعوب المفتوحة لأن الإكراه لا يترك خيارا أمام الطرف الأضعف للرفض، والشذوذ مع
" الولدان " كان محبوبا عند العرب .
وهناك أيضا فرق بين الجنس الذى يمارس لإشباع
احتياج وهو ما يمارسه الغرب، والجنس الذى يمارس لإشباع دناوة، الذى يمارسه شخص له
زوجة ولكنه يطمع فى نساء غيره، وهو ما مارسه العرب مع الشعوب المفتوحة :-
لقد قرأت أن خالد بن الوليد سيف الله المسلول
كان له ألف جارية، وسمعت أن أحد أفضل الخلفاء الراشدين وهو على بن أبى طالب كانت
له ثمانية عشر جارية، والرقم الدقيق ليس هو الموضوع، فالحقيقة الثابتة هى وفرة
الجوارى، بأكثر من قدرات الرجال الجنسية، التى يقابلها احتياج نسائى لا يمكن
إشباعه بواسطة شخص واحد يملكهن.
وقلبى مع الأغوات الذين تم إخصاؤهم بدون ذنب
جنوه، ليخدموا فى المساكن كعبيد نتيجة للأوضاع الشاذة التى ملأت المساكن بالجوارى
الجائعات جنسيا نتيجة دناوة أفراد سمحت الظروف لكل منهم باقتناء العشرات أو المئات
منهن، وليست لهم فحولة خرافية.
وقلبى مع أهالى تلك النساء: آباء وأزواج وإخوة.
وأنا هنا لا أدافع عن الحرية الجنسية
ولكنى يمكن اعتبارى أنى أقارن بين وضعين
أحدهما يمكن اعتباره خطأ من وجهة النظر الدينية، والآخر هو قذارة بشعة لا يمكن أن
نجد لها ما يبررها ، سوى بربرية العصور الوسطى عند أدنى شعوب العالم حضارة.
الانتماء هو المطلوب
---
لا يوجد ما يمنعنا من قبول الوافد إلى وطننا إن
شعر بالانتماء إلى وطنه الجديد، أما إن كان انتماؤه إلى وطنه الأصلى فهذا ما
نرفضه.
أما إن كان هذا الوافد ينتمى للشعب الغازى، فهو
عميل للاستعمار.
---
ونحن لا نرفض الوافدين، فهم قد يكونون إضافة
مفيدة للأمة، وقد كانت دماء العبيد والوافدين المستعربين إضافة لقوة الأمة المسلمة
المنـتسبة للعروبة : فصلاح الدين هو الذى حمى الإسلام ومكن من استمرار العروبة فى
المنطقة العربية، وقطز هو الذى حمى الإسلام ومكن من استمرار العروبة فى المنطقة
العربية، رغم أنهما ليسا عربا، ولم يفكر أحد فى أصلهما.
لذلك يمكن أن يعزينا فى دخول دماء غريـبة إلى
دماء المصريين أنهم تمصروا، وربما يضيفون شيئا فى خدمة مصر، إن اعتبروا أنفسهم
مصريين فقط، كما كان يشعر صلاح الدين وقطز بانتمائهما إلى المنطقة التى عاشا فيها
وليس إلى المنطقة التى جاءا منها حسب أصلهما العرقى.
ولكن الخطورة هى فى أن يشعر الوافد بالانتماء
إلى البلد الذى وفد منه هو وأجداده وليس إلى البلد الذى يأويه ويطعمه: هذه هى
الخيانة الوطنية، خاصة إن كان من وفدوا من أجداده لم يكن لهم هم سوى إبادة وإذلال
أهل البلد الذى وفدوا إليه واحتلوه.
وفى هذه الحالة لماذا لا يعود الوافد إلى بلده
الذى يفضل الانتماء إليه على الانتماء إلى البلد الذى يعيش على خيره، خاصة إذا كان
بلده الأصلى هو البلد الذى أحبه الرسول وفضَّله على بلاد الأرض، وقال عنه أنه لم
يكن ليتركه لولا أن أخرجوه منه، وليت كل العرب شعروا بنفس هذا الشعور الوطنى،
وبقوا هناك.
---
ومصلحة الوطن تقتضى أن يشعر الجميع أنهم اخوة فى نسيج واحد لشعب واحد، حتى
لا تكون هناك أكثرية وأقلية، بل وحدة وطنية أساسها القومية رغم اختلاف الدين.
ويكون الدين لله والوطن للجميع.
وليس من مصلحة مصر أن يشعر مسلموا مصر
أنهم عرب، ومسيحيوها أنهم مصريون، وبالتالى توجد أكثرية وأقلية عرقية أيضا، وليست
فقط دينية.
وليس منطقيا أن يتخلى المصريون عن هويتهم المصرية لإرضاء عاطفة دينية أعمت
العيون عن حقيقة الأمر، حتى نسى البعض من هم، فتحول ولاؤهم للوطن إلى ولاء للغازى.
---
غروب
الهوية المصرية
---
تم انهزام الهوية المصرية بواسطة أربع
أسلحة:-
السلاح الدموى والسلاح المنوى والسلاح
الفئوى، والسلاح اللغوى.
.السلاح الدموى هو ما تم من سفك دماء
المصريين عند مقاومتهم للغزو أو السلب أو سبى نسائهم وبنيهم، أو فى الثورات التى قاموا
بها ضد المحتل الأجنبى.
.والسلاح المنوى المستخدم فى الحرب وما بعد الحرب أوَّله هو
الأمل فى حياة أخرى يمارس فيها الشهيد الجنس بلا حدود ، وثانيه هو وعد الجندى
المنتصر بنساء الشعب المفتوح ، وثالثه هو الاغتصاب وما صاحبه من محاولة تفاديه
بتغيير العقيدة، والأجيال التالية تجهل ما حدث وتتعصب لما ولدت عليه، ورابعه هو ما
صاحب الاغتصاب من اختلاط للأنساب وتغير العرق لصالح الغازى، وخامسه هو تعدد
الزوجات مما ينتج عنه زيادة النسبة المئوية تدريجيا للعرب الوافدين عن المصريين،
وسادسه هو تحريم تحديد النسل.
وقد كانت تلك القنبلة المنوية أشد فتكا بالشعب
المصرى مما لو كان العرب قد استخدموا قنبلة نووية.
.والسلاح الفئوى هو تصنيف السكان إلى
فئات ، وكان المصريون الذين رفضوا هوية الغازى هم أدنى هذه الفئات ومعرضون للإبادة
والموت جوعا.
.والسلاح اللغوى هو القضاء على لغة
البلاد، مما جعل الجهلاء يعتقدون أن المصريين عرب، وجعل كثيرا من المصريين
الحاليين يهاجمون بضراوة كل من يهاجم التعريب، فانقلب الوضع وصار محبوا مصر فى
موقف الدفاع ومحبو العرب فى موقف الهجوم، واستخدم الوضعاء منهم سلاح الدين، وهو
" تابو " (أى موضوع ممنوع تناوله) لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه،
فاعتبروا أن من يهاجم العروبة يهاجم الإسلام، متجاهلين أننا نهاجم فقط تاريخ العرب
فى مصر ومحاولة أذناب الاستعمار (أو بالأصح : الاستخراب ) العربى الاستمرار فى
تعريب مصر ومحاولته إثنائنا عن العودة الى تمصير مصر. وأنا لو كنت أحيا زمن الفتح العربى
لحملت السلاح مقاوما له، ولاستشهدت أنا وأهلى فداءً لمصر، فماذا كنت أنت ستفعل؟
+++
حماية حقوق الأقليات
---
بعض دول العالم بها نظم تحمى حقوق الأقليات،
وتطبيق هذه النظم دوليا ربما كان مفيدا فى حالات معينة، لأن الذين لا يحصلون حاليا
إلا على أقل القليل، بسبب خلل فى مفهوم حقوق الإنسان عند الأغلبية، لا ينتظر أن
يحصلوا فى المستقبل على أكثر منه، ولا ترغب الأغلبية فى منحهم أى حقوق، ولهذا تكون
هذه النظم أفضل من لاشىء.
واقع
كريه
---
سؤال سألته وباسأله ليل نهار وباردده
ليه مجد مصر بنهمله واللى دبحنا نمجده؟
وازاى نحبه ونقبله ؟ ما ناقصشى إلا نعبده
واقع كريه باتحمله لكن بقلبى بارفضه
---
عزك يا مصر همى الكبـيـر صعبـان علىّ كل اللى راح
فين راح يا مصر فجر الضمير فين راح يا مصر نور الصباح
بقى دا يا مصر هو المصيــر ما فضلشى ليكى غير الجراح
وشفنا فيكى رمسيس أسيــر من بعد أحمس ومرنـبتاح
---
واجيبلى أحمس منين يا ناس يحرر الوادى الشــريف
يلحقنـا قبـل الافتـراس وقبل مسـتقبل مخيـف
يمحى اللى خلوا النيل مداس ويعود هواه طاهر نضيـف
ياخد بتارنـا عن كل راس من شعب مصر طيرها سيف
---
مافيش فى قلبى غير حب مصر وليــها بس الانتماء
فى كل جيل وف كل عصـر هو الأمل هو الرجـاء
وان كنا عشـنا عصور فى قهر مش رح نسـلِّم للفناء
بعد الضلال حيجيــنا فجر بعد الهلال شمس وضياء
+++
عمر بن الخطاب
بعض ما فرضه عمر على المصريين من إذلال
The humiliating conditions were as follows:-
- Subjects must wear a distinctive
patched garment. Also males should wear female girds, & females should wear
male girds.
ارتداء ملابس مرقعة، والرجال يلبسون
وشاح النساء والنساء وشاح الرجال
- Their houses must not be built
higher than those of the Moslems. منازل منخفضة عن
منازل المسلمين
- The sound of their bells must not
be forced on the ears of Moslems, nor their reading or chanting . لا أجراس ولا تسابيح
- Crosses must not be displayed nor
wine drunk in public, nor must swine be seen. اخفاء الصلبان والخمر
والخنازير
-The dead are to be mourned in
private “not to raise our voice in mourning” عدم
النواح على الموتى
-Subjects must ride only common
horses or mules, not thoroughbreds
عدم ركوب الخيول الأصيلة (ثم عدم ركوب الخيل أصلا) .
- It is not lawful for subject
people to build new church in the territory of Islam, & any such building
must be demolished.
عدم بناء كنائس جديدة، وإن بنيت يتم
هدمها
-to stamp Copts on their necks by
lead stamps
ختم القبط بالرصاص على أعناقهم.
- that males wear feminine belts
& to shave in a peculiar way.
ارتداء الرجال أحزمة نسائية، والحلاقة
تكون بطريقة خاصة
- to ride with their legs on one
side of the mule or donkey.(riding horses became prohibited later)
عند ركوب الدواب تكون الساقان فى جهة
واحدة (حتى يتكرر السقوط)
-no new churches nor restoration or
repair of churches.
لا ترميم للكنائس
-to open the doors of churches to
anybody, of the passers-by.
فتح أبواب الكنائس لمن هب ودب
- to entertain as a guest any moslem
who asks to be our guest, inside the residence of the Copt.استضافة
أى مسلم بمنازلهم
- not to prevent a Moslem to be a
spy on Copt.
السماح للمسلمين بالتجسس على القبط
-to
revere moslems & to stand up
if they come & to leave the seat to
them توقير المسلمين والوقوف عند حضورهم وترك
المقعد لهم
- not to dress like moslems ,nor
their hats.
عدم ارتداء ملابس مشابهة لملابس أو
طواقى المسلمين
-not to ride on saddles. عدم
استخدام السروج
- not to carry a sword or any weapon. عدم
حمل سيوف أو أسلحة
-not to bury near moslem graves.عدم الدفن بالقرب من مدافن المسلمين
- not to hit a Moslem, (even not to
return a hit, for this was mentioned absolutely & followed by threat of
loss of secutriy & facing the fate of enemies, if any of those conditions
are not obeyed which means killing the disobedient)
.عدم ضرب مسلم (ولا لرد ضربة)،وقتل من
يخالف هذه التعليمات بصفته عدوا.
فهرست
بعض
المراجع 3 / لماذا هذا الكتاب 6 / الأعراب 7/ تنويه 8-13
لماذا
لا يشعر أغلب المصريين بالانتماء لمصر؟ 14
أهمية
الأقباط كحراس للهوية المصرية 16
كيف
فقد المصريون الهوية المصرية 17 ( حرق التاريخ ومكتبة الإسكندرية 19/ فقد اللغة
المصرية 26/ اعتناق الإسلام 27/ الإرتباع 29/ هلاك المصريين وهجرة العرب إلى مصر 43/ انهيار الأسرة المصرية 48/
فقد الأمان 48/ فقد الكرامة 49)
دور
الأقباط فى حفظ الهوية 50 / أثر اعتناق الإسلام على الهوية 53
لماذا
لم يعتنق الأقباط الإسلام؟ 56 / عيد تكريم
الأقباط 59
اعتذار
العرب للأقباط 63 / رسالة إلى أقباط المهجر 64
مرحبا
بالوحدة العربية 74
سيناريو
دخول العرب إلى البيوت 75
هل
اعتنق المصريون الإسلام عن اقتناع؟ 78 /
الكوابيس 81
هل
كان الفتح لتحرير مصر من الرومان؟ 82 /
تعريب مصر 84
هل
مصر مقبرة للغزاة؟ 85 / تسامح الدولة
الفاطمية المزعوم 86
الجنس
النظيف والجنس القذر 87
الانتماء
هو المطلوب 90
غروب
الهوية المصرية 93
حماية
حقوق الأقليات 95
زجل
" واقع كريه " 96
تعليمات
عمر بن الخطاب لإذلال المصريين 98
---
رقم
الإيداع 11974/2001
المؤلف:
. طبيب : استشارى أمراض جلدية وتناسلية.
. عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية
للتنوير.
. عضو مجلس إدارة مركز الكلمة لحقوق
الإنسان.
. عضو مجلس إدارة جمعية محبى التراث
القبطى.
. عضو مجلس إدارة ومقرر
النشاط الثقافى بجمعية الآثار القبطية.
. عضو مجلس إدارة معهد الدراسات
القبطية.
. عضو فى منظمتى حقوق الإنسان المصرية
والعربية.
. عضو فى منظمة العفو الدولية.
. عضو فى الجمعية المصرية للكاريكاتير.
. عضو مؤسس فى الهيئة الدولية للدراسات
القبطية :
INTERNATIONAL
ASSOCIATION OF COPTIC STUDIES
. عضو جمعية المؤلفين والملحنين.
. أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات
القبطية، ومعهد اللغة القبطية،وكلية العلوم الإنسانية واللاهوتية، ومعهد الألحان.
.حاصل على ماجستير Coptology ،وليسانس آداب Classics ودبلوم آثارEgyptology
،
وتصريح المرشدين السياحيين، وبكالوريوس الطب والجراحة M.B.B.Ch ودبلوم الأمراض الجلدية
والتناسليةD.V.D..
.شاعر، وله ما يقرب من ثلاثين مؤلفا فى
اللغة القبطية والتاريخ والشعر.
محنة الهوية المصرية -
الدكتور كمال فريد إسحق
محنة الهوية المصرية -
الدكتور كمال فريد إسحق
محنة الهوية المصرية -
الدكتور كمال فريد إسحق
محنة الهوية المصرية -
الدكتور كمال فريد إسحق
محنة
الهوية المصرية - الدكتور كمال فريد إسحق
Comments
Post a Comment